انطلق مؤتمر الشباب العرب الدولي، الذي عرف سابقا باسم مؤتمر الاطفال العرب، بمبادرة من جلالة الملكة نور الحسين، مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك الحسين، إثر انعقاد مؤتمر القمة العربية الحادي عشر الذي استضافه جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه في عمّان عام 1980، من أجل تعزيز التضامن والجهود المشتركه نحو قضايا الأمن والتقدم والسلام، وإرساء أسس التعاون والعمل المشترك على كافة المستويات، وذلك من خلال إتاحة الفرصة للشباب والشابات للانخراط في سن مبكر في الحوار وتبادل الخبرات التي تمكنهم من تلمس الروابط المشتركة بينهم والاختلافات التي تغنيهم.

في العام 2004 واستجابة لتوصيات الشباب والشابات العرب المشاركين بضرورة توسيع مجال المشاركة في المؤتمر ليشمل إستضافة اقرانهم من المجتمع الدولي لتعريفهم بالتراث والثقافة العربية والمساهمة في بناء جسور من التبادل الثقافي والحوار حول التحديات العالمية التي يواجهها الشباب في العالم، أصبح المؤتمر منذ ذلك الحين مؤتمراً دولياً سنوياً.

ونظراً لدور المؤتمر الريادي في تعزيز التضامن العربي وتبادل الخبرات فقد تم عقده في العام 2011 في دولة الامارات العربية المتحدة – إمارة أبو ظبي لأول مرة خارج المملكة الأردنية الهاشمية وبرئاسة جلالة الملكة نور الحسين المعظمة وبرعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "حفظها الله" وبهذه المناسبة أطلقت جائزة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للشباب العربي الدولية.

ويعتبر المؤتمر والذي استضاف على مدى أكثر من ثلاثة عقود ونيف آلاف من الشباب والشابات، اطول ملتقى ثقافي عربي للشباب في العالم العربي دون انقطاع. ومثالا على تاثير المؤتمر في تعزيز المواهب الثقافية والعلمية للشباب من خلال وسائل مبتكرة، وتعزيز المواطنة الصالحة والمشاركة المجتمعية هو إطلاق المبادرة الوطنية التطوعية "كل خطوة بتعمل فرق" إلى تشجيع الشباب من الفئة العمرية (13-17) عاما بمبادرات ومشروعات إبداعية وريادية جماعية تطوعية، تحقق فوائد مستدامة في المجتمع. كما تم عرض شجرة التسامح التي أبدعها الأطفال العرب في المدخل الرئيسي لمبنى اليونسكو الدائم في باريس أثناء احتفالاتها بالذكرى الخمسين لتاسيسها. وحصل المؤتمر على عدة جوائز منها جائزة التميز في خدمة الطفولة العربية من المجلس الأعلى للطفولة/ الشارقه - دولة الامارات العربية المتحدة عام 1997.